تجري شركة "جوجل"، تجارب متطورة لتطبيق جديد يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة ضعاف و فاقدي البصر على الركض بمفردهم دون مساعدة أي طرف آخر ، و تأتي هذه الخطوة استجابة لطلب العداء الكفيف توماس بانيكن والذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة Guiding Eyes for the Blind وهو الذي يهوي ممارسة هوايته المفضلة " الجري " منذ الصغر لكن فقدانه للبصر بشكل كامل في سن المراهقة و بالتحديد في سن الثامنة جعله يتخلى عن هوايته .
يقول توماس بانيك (50 عاماً) الذي فقد بصره بسبب حالة وراثية ، وهو الذي يدير حالياً مدرسة للكلاب المستخدمة لمساعدة المكفوفين : " أكثر شيء أماناً لرجل كفيف هو أن يظل في مكانه لكنني لا أظل في مكاني" ، حيث بدأ توماس في ممارسة رياضة الجريء مرة أخرى بمساعدة كلبه لكنه أظهر استيائه لممارسة الهواية بدعم من جهة خارجية و قرر منذ نحو عام إيجاد وسيلة للركض بمفرده ، و كتب عبر مدونته أنه يرغب في المزيد من الاستقلالية .
بمقابل ذلك ، قامت جوجل بالتعاون مع توماس صاحب المشروع بتصميم تطبيق يسمح الأشخاص المكفوفين الركض بشكل فردي دون الحاجة لأي مساعدة من البشر أو الحيوانات ، و من خلاله تمكن توماس الركض لمسافة 5 كيلومترات في سنترال بارك بنيويورك دون الاعتماد على كلبه أو أي مساعدة بشرية ، وذلك بالاستعانة فقط بالذكاء الاصطناعي التي يتمتع بها التطبيق ، حيث العملية تستلزم تثبيته في المحمول الذكي و تشغيل كاميرة الهاتف التي تلتقط خطاً إرشادياً مرسوماً على مضمار الركض يرصد موقع الشخص و يزوده بإرشادات سمعية عبر سماعة الإذن .
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية ، فإن التطبيق الجديد "مشروع التوجيه" يستخدم كاميرا الهاتف لاستكشاف الخطوط والعلامات على الأرض ، وإرشاد المستخدمين من فاقدي البصر وضعاف النظر بالتنبيهات الصوتية عبر سماعات الرأس وجهاز يوضع حول الجسم ، و قال توماس اثناء تجربته للتطبيق : " إذا انجرفت إلى يسار الخط ، فإن الصوت يرتفع أكثر وأكثر تنافرًا في أذني اليسرى و إذا انجرفت إلى اليمين ، سيحدث نفس الشيء، لكن في أذني اليمنى" .
وخلال عدة أشهر من الركض باستعمال التطبيق ، أشاد توماس بالخدمة وقال إنه حظي بحرية لم يشعر بها منذ عقود أثناء ممارسته لهوايته المفضلة " الجري " ، حيث كان النظام قادرا على وضعه في الاتجاه الصحيح ، علما أن التطبيق لا يحتاج للاتصال بالإنترنت ويمكن الاعتماد عليه في الظروف الجوية المختلفة .
الكاتب: سليمان المودن
إرسال تعليق